إستعداد بوتين لغزو أوكرانيا آخر أراضي سيادة الاتحاد السوفياتي السابق
Oakville, Canada Risk Analysis 23 Jan 2022

الغاز والطاقة هما الملفات الأساسية التي يحاور بها بوتين الغرب، ويستعمل هذه الملفات في السلك الدبلوماسي والعسكري لتفاوض الدبلوماسي والحوار الأمني كجزء من الأستراتيجية والضغط على الحلف الأطلسي
كلما سمع بوتين عن مشروع مد خطوط أنابيب الغاز في الشرق الأوسط مثل مشروع مد خطوط أنابيب الغاز المتوسطي بين إسرائيل واليونان، أو مشروع مد خطوط أنابيب الغاز نيجيريا إلى أوروبا ، يرسل بوتين القواعد العسكرية كميناء طرطوس في سوريا، وشركة فاغنر الروسية في مالي أيضًا. كما في ليبيا على الحدود مع نيجيريا لمنع مد خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا
لفترة طويلة ، خطط بوتين لتقسيم أوروبا. وأخيرًا نجح في عزل إنجلترا بواسطة البريكسيت عن فرنسا والإتحاد الأوروبي
يبيع بوتين صواريخ "إس - ٤٠٠" إلى جميع أنحاء العالم مما يزيد الضغط عن دول مجموعة الحلف الأطلسي، وبالتالي يستخدم التهديد النووي الإيراني ضد جيرانه وإسرائيل، كما يساعد على كسب المزيد من النفود لصالح روسيا والصين
نتائج إستراتيجية فرض الأمر الواقع وتفعيل ورقة الضغوطات الإقتصادية التي تفردها الخزانة المالية الأمريكية على روسيا والصين لم تؤثر بشكل واضح على إقتصاد الصين وروسيا، بل أتت بنتائج عكسية حيث إستفادت كل من الصين وروسيا من كيفية إيران من التعامل وكسر الحصار عليها بتهديد عسكري لمصالح أميريكية بالخليج العربي وإفريقيا
كما يستغل بوتين التوتر بين الصين وتايوان من جهة، والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى
تريد شركة فاغنر الروسية وبوتين إقصاء وإبعاد فرنسا الحليف التاريخي والتقليدي للأفارقة، ولبسط سيطرتها على مالي حتى تتمكن روسيا من قطع الطريق إلى نيجيريا لعرقلة مشروع تمديد خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا
حاليًا صراع الصين وتوغلها وحصارها لأوروبا وإفريقيا بإستعمالها مشروع طريق الحرير، وكذلك الصراع الاقتصادي بين الشرق والغرب والدول الفقيرة والدول الغنية، أعطى أرضية صلبة لتقوية موقف كل من الصين وروسيا لإجبار العالم على التعامل معها إقتصاديا وعسكريا
ألمانيا أكثر شفافية في تفسير هذا الصراع ، الشرق والغرب لم يعد بإمكانهما رفع السقف العسكري وممارسة المزيد من التهديدات للحصول على مكاسب إقتصادية
لقد ساهمت هذه الإستراتيجية في تصعيدها من لهجة الإنقسامات خصوصا في ألمانيا بين معارض ومؤيد لتسليح أوكرانيا، أو ضمها إلى معاهدة الحلف الأطلسي، مما يعمق الأزمة الأمنية وتعتبره روسيا تهديدا مباشرا على حدودها
هكذا سوف تصعد روسيا من عملياتها العدائية بإقليم دونباس حتى تخلق دريعة أساسية لغزو أوكرانيا، وتحقيق حلم بوتين بإعادة توحيد آخر الأراضي المنفصلة عن الإتحاد السوفياتي السابق، كما سوف يمهد إلى أن يخطوا بوتين ويطبق نموذج الصين بإعادتها لهونغ كونغ، وكذلك يساند الصين من الضغط على الحلف الأطلسي لغزو التايوان التي تعتبره الصين أيضا جزء غير قابل للإنقسام عن أراضي وحدود الصين تاريخا
أوروبا منقسمة فيما بينها، بين مؤيدين ومعارضين لتلقي إستثمارات بين المنافسة على العرض وبناء البلدان المتضررة من هذا الصراع، خصوصا مع تفاقم أزمة وباء كورونا، ومواجهة ملفات الهجرة الغير الشرعية، وحروب القرصنة السبرانية لسرقة البيانات والمعلومات السرية،وكذالك حروب عبر العالم، وملفات أخرى كالإرهاب والمخدرات
تنتج الصين مواد أقل تكلفة للإستهلاك، وبدون منافسة أو مقارنتها مع باقي الدول الأخرى في الأسواق العالمية، والتي يحتاجها الفرد بطبيعة الحال، وبسبب قوة الفرد الشرائية، وكذلك بسبب وجود دول فقيرة مثل إفريقيا ودول الخليج العربي، ودول فقيرة أخرى عبر العالم
بالتأكيد معظم الدول الفقيرة غير قادرة على شراء التكنولوجيا المتطورة وبشكل مكثف من الدول الصناعية دات التقنيات والجودة العالية ، لأن بيع هذه المنتجات يكون في أيدي الأشخاص ذوي الدخل المتوسط أو الدخل المرتفع فقط ، والذين يسعون وراء المنتجات الراقية ، وهذا هو سبب قبول القارات الفقيرة الأخرى الغير منتجة بالسماح إلى دخول البضائع الصينية الرخيصة، والمطالبة بشدة باستهلاك هذه المنتجات من طرف مواطنيها
من ناحية أخرى، غزت روسيا الأسواق العالمية من خلال بيع بعض موارد الطاقة والسيطرة عليها بسعر أقل من الذي تقدمه الدول الصناعية الغنية مثل الغاز لتركيا، ومحطات توليد الكهرباء لمصر
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
سعيد آدم
كندا العربية برس
كلما سمع بوتين عن مشروع مد خطوط أنابيب الغاز في الشرق الأوسط مثل مشروع مد خطوط أنابيب الغاز المتوسطي بين إسرائيل واليونان، أو مشروع مد خطوط أنابيب الغاز نيجيريا إلى أوروبا ، يرسل بوتين القواعد العسكرية كميناء طرطوس في سوريا، وشركة فاغنر الروسية في مالي أيضًا. كما في ليبيا على الحدود مع نيجيريا لمنع مد خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا
لفترة طويلة ، خطط بوتين لتقسيم أوروبا. وأخيرًا نجح في عزل إنجلترا بواسطة البريكسيت عن فرنسا والإتحاد الأوروبي
يبيع بوتين صواريخ "إس - ٤٠٠" إلى جميع أنحاء العالم مما يزيد الضغط عن دول مجموعة الحلف الأطلسي، وبالتالي يستخدم التهديد النووي الإيراني ضد جيرانه وإسرائيل، كما يساعد على كسب المزيد من النفود لصالح روسيا والصين
نتائج إستراتيجية فرض الأمر الواقع وتفعيل ورقة الضغوطات الإقتصادية التي تفردها الخزانة المالية الأمريكية على روسيا والصين لم تؤثر بشكل واضح على إقتصاد الصين وروسيا، بل أتت بنتائج عكسية حيث إستفادت كل من الصين وروسيا من كيفية إيران من التعامل وكسر الحصار عليها بتهديد عسكري لمصالح أميريكية بالخليج العربي وإفريقيا
كما يستغل بوتين التوتر بين الصين وتايوان من جهة، والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى
تريد شركة فاغنر الروسية وبوتين إقصاء وإبعاد فرنسا الحليف التاريخي والتقليدي للأفارقة، ولبسط سيطرتها على مالي حتى تتمكن روسيا من قطع الطريق إلى نيجيريا لعرقلة مشروع تمديد خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا
حاليًا صراع الصين وتوغلها وحصارها لأوروبا وإفريقيا بإستعمالها مشروع طريق الحرير، وكذلك الصراع الاقتصادي بين الشرق والغرب والدول الفقيرة والدول الغنية، أعطى أرضية صلبة لتقوية موقف كل من الصين وروسيا لإجبار العالم على التعامل معها إقتصاديا وعسكريا
ألمانيا أكثر شفافية في تفسير هذا الصراع ، الشرق والغرب لم يعد بإمكانهما رفع السقف العسكري وممارسة المزيد من التهديدات للحصول على مكاسب إقتصادية
لقد ساهمت هذه الإستراتيجية في تصعيدها من لهجة الإنقسامات خصوصا في ألمانيا بين معارض ومؤيد لتسليح أوكرانيا، أو ضمها إلى معاهدة الحلف الأطلسي، مما يعمق الأزمة الأمنية وتعتبره روسيا تهديدا مباشرا على حدودها
هكذا سوف تصعد روسيا من عملياتها العدائية بإقليم دونباس حتى تخلق دريعة أساسية لغزو أوكرانيا، وتحقيق حلم بوتين بإعادة توحيد آخر الأراضي المنفصلة عن الإتحاد السوفياتي السابق، كما سوف يمهد إلى أن يخطوا بوتين ويطبق نموذج الصين بإعادتها لهونغ كونغ، وكذلك يساند الصين من الضغط على الحلف الأطلسي لغزو التايوان التي تعتبره الصين أيضا جزء غير قابل للإنقسام عن أراضي وحدود الصين تاريخا
أوروبا منقسمة فيما بينها، بين مؤيدين ومعارضين لتلقي إستثمارات بين المنافسة على العرض وبناء البلدان المتضررة من هذا الصراع، خصوصا مع تفاقم أزمة وباء كورونا، ومواجهة ملفات الهجرة الغير الشرعية، وحروب القرصنة السبرانية لسرقة البيانات والمعلومات السرية،وكذالك حروب عبر العالم، وملفات أخرى كالإرهاب والمخدرات
تنتج الصين مواد أقل تكلفة للإستهلاك، وبدون منافسة أو مقارنتها مع باقي الدول الأخرى في الأسواق العالمية، والتي يحتاجها الفرد بطبيعة الحال، وبسبب قوة الفرد الشرائية، وكذلك بسبب وجود دول فقيرة مثل إفريقيا ودول الخليج العربي، ودول فقيرة أخرى عبر العالم
بالتأكيد معظم الدول الفقيرة غير قادرة على شراء التكنولوجيا المتطورة وبشكل مكثف من الدول الصناعية دات التقنيات والجودة العالية ، لأن بيع هذه المنتجات يكون في أيدي الأشخاص ذوي الدخل المتوسط أو الدخل المرتفع فقط ، والذين يسعون وراء المنتجات الراقية ، وهذا هو سبب قبول القارات الفقيرة الأخرى الغير منتجة بالسماح إلى دخول البضائع الصينية الرخيصة، والمطالبة بشدة باستهلاك هذه المنتجات من طرف مواطنيها
من ناحية أخرى، غزت روسيا الأسواق العالمية من خلال بيع بعض موارد الطاقة والسيطرة عليها بسعر أقل من الذي تقدمه الدول الصناعية الغنية مثل الغاز لتركيا، ومحطات توليد الكهرباء لمصر
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
سعيد آدم
كندا العربية برس